TV مباشر
اتصل بنا اعلن معنا   ENGLISH

النصائح المالية تحول متداول يومي من "ثراء مفاجئ" لـ"إفلاس مدمر"

النصائح المالية تحول متداول يومي من "ثراء مفاجئ" لـ"إفلاس مدمر"

تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة التي تضم ميزة الفيديوهات القصيرة (الريلز) بمختلف مسمياتها فئة جديدة من الدعاية. حيث يظهر شخص من فئة الشباب عادة في سيارة فارهة يحمل كومة من الدولارات ويدعي سهولة الحصول عليها عبر التداول عبر الأسواق المالية. ومن خلال عدة مشاهد تظهر مدى الرفاهية التي يتمتع شخص المتداول، مقارنة بالمجهود البسيط الذي يبذله في عملية التداول، تم اختصار حركة الأسواق المالية العالمية وعملية التداول بشكل مبتذل.

لكن بعيدًا عن تلك النوعية الرخيصة من الدعايا التي تهدف لجذب نوعية معينة من الشباب الباحثين عن الثراء السريع، فالتداول في أسواق المال عملية معقدة بعض الشئ وليست بتلك البساطة. فهو عمل يخضع لعدة عناصر أساسية، مثل تعلم طبيعة عمل تلك الأسواق، ادارة رأس المال،  اختيار أفضل شركات التداول الموثوقة أكتوبر 2024 وغيرها من العناصر.


كيف بدأ نجار كندي طريق الثراء وخسره في أسواق المال

 

خلال وقت سابق من الشهر الجاري، كشف تقرير نشر عبر وكالة بلومبرغ عن خسارة أحد المتداولين (عديمي الخبرة) وهو في الأصل يعمل نجارًا أكثر من 300 مليون دولار أمريكي، كان قد ربحها من التداول في أسهم شركة السيارات الكهربائية تسلا. ولم تكن تلك الخسارة على الرغم من ضخامتها تلقى صدى في الأسواق المالية الا من خلال رفع المتداول  ويدعى يُدعى كريستوفر دي فوشت، دعوى قضائية يتهم فيها بنك رويال وشركة جرانت ثورنتون يتهمهم بتزويده بنصائح مالية لم تتوافق مع خبرته في عالم المال والتي وصفها في دعواه بالــ (المحدودة). حيث تم تصنيفه من قبل البنك كمستثمر (ذو خبرة) واتاح له التداول من خلال الهامش، مما اضر بمراكزه وتسبب في خسارته.

ذكر التقرير بداية النجار الكندي في التداول، والتي كانت من خلال بعض المنتديات التعليمية  التي كان يتابعها بعد مواعيد العمل الخاصة به. ركز  دي فوشت تداولاته على عقود الخيارات الخاصة بشركة أسهم تسلا. وبدأ التداول بمبلغ بسيط نسبيًا لم يتجاوز المئة الف دولار كندي ليحقق أربح بنسبة  400% في فترة لم تتجاوز العامين ليصل رصيد محفظته إلى 300 مليون دولار. لكن لان التداول كما ذكرنا ليست بالعملية السهلة، كذلك فهي ليست مقامرة فقد خسر دي فوشت كل مكاسبه خلال 2022 مع بدأ أسهم شركة تسلا في التراجع، مما ضاعف المخاطر وتسبب في انهيار ثروته.


اتهامات بتقديم نصائح استثمارية غير ملائمة وتوصيات ضريبية خاطئة

 

تعود جذور القضية إلى يوليو 2020، حينما طلب دي فوشت قرضًا من رويال بنك بهدف الانتقال من شقته المستأجرة وشراء منزل، حيث كانت محفظته في ذلك الوقت تقدر بحوالي 26 مليون دولار كندي. بعد ذلك، تمت إحالته إلى أحد المنسقين في البنك الذي قام بدوره بتوجيهه إلى محاسب لدى شركة جرانت ثورنتون. ووفقًا لما جاء في الدعوى، قام الفريق بتقديم توصية لدي فوشت بتأسيس شركة لضم جميع أوراقه المالية إليها، مما تسبب في تركيز شديد في سهم تسلا من أجل تحقيق مزايا ضريبية. ونتيجة لذلك، ارتفعت قيمة محفظته بشكل كبير في عام 2021.

لكن مع تقلبات أسهم تسلا في عام 2022، لجأ دي فوشت إلى اقتراض مبلغ إضافي قدره 20 مليون دولار كندي لمحاولة تعويض خسائره عبر تداولات قصيرة الأجل، إلا أن هذه الاستراتيجية باءت بالفشل وأدت في النهاية إلى تآكل كامل ثروته.

وفي نص الدعوى، أشار دي فوشت إلى أن التوجيهات المالية غير الكافية التي تلقاها من البنك وفريق المحاسبة كانت السبب الرئيسي لخسارته ثروته بالكامل. وأضاف أن توصية البنك بتخصيص 25.5 مليون دولار كندي للتبرعات الخيرية ساهمت أيضًا في تفاقم الأزمة المالية التي مر بها، مما دفعه لمطالبة كل من البنك وشركة المحاسبة بتعويضات نتيجة ما اعتبره إهمالاً وخطأ في تقديم المشورة المالية، مما أدى إلى ضياع كامل ثروته.

 

القصة المستفادة

 

تكشف لنا قصة دي فوشت، وهي متكررة في عالم التداول وأسواق المال، مع بعض الاختلافات الصغيرة مثل أسم المتداول وحجم الخسائر عناصر متكررة، خاصة في عالمنا العربي أبرزها التداول دون معرفة حقيقية، عدم اتباع إدارة رأس المال السليمة، الطمع. حيث يمكن أن تقود احلام الثراء السربع، والتوجيهات غير الملائمة والوعود الزائفة إلى خسائر ضخمة. فالتداول ليس مجرد مغامرة، بل هو علم يحتاج إلى توازن دقيق بين المخاطرة والربح، وإدراك واضح لتبعات كل قرار مالي.