مباشر: أكد رئيس مجلس الوزراء أهمية الشراكة مع القطاع الخاص، خاصة الشركات العالمية، لتطوير الخدمات اللوجستية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي تمثل نقطة ارتكاز محورية للتجارة العالمية.

جاء ذلك خلال افتتاحه مشروع مستودع "موانئ دبي العالمية – مصر للخدمات اللوجستية" بنطاق المطور الصناعي شركة التنمية الرئيسية (MDC)، الذراع الصناعية للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ضمن جولته في منطقة السخنة الصناعية المتكاملة التابعة للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية.

ويتكون المشروع من مستودع جمركي عام لتخزين الحاويات، ومستودع آخر لتخزين البضائع خالصة الضرائب والرسوم، في إطار جهود الدولة لتعزيز البنية التحتية للقطاع اللوجستي ودعم حركة التجارة.

أشاد رئيس الوزراء بالجهود المبذولة لإنجاز المشروع، مؤكدًا أن الحكومة تسعى بكل جدية لترسيخ مكانة مصر كمركز إقليمي ودولي للتجارة والخدمات اللوجستية، مستفيدة من الموقع الجغرافي المتميز لقناة السويس ومناطقها الصناعية.

من جانبه، أوضح رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس أن المشروع يمثل خطوة استراتيجية لترسيخ مكانة المنطقة كمركز إقليمي متطور للخدمات اللوجستية والتجارة العالمية، مشيرًا إلى أن المستودع الجمركي المتكامل يسهم في تسهيل حركة التجارة وتقليل التكاليف التشغيلية للمستثمرين.

وخلال الافتتاح، استمع رئيس الوزراء إلى شرح من مسؤولي شركة "موانئ دبي العالمية – السخنة" حول تفاصيل المشروع، الذي تبلغ مساحته الإجمالية 300 ألف متر مربع بتكلفة استثمارية قدرها 85 مليون دولار، ويُنفذ على مرحلتين. وقد دخلت المرحلة الأولى حيز التشغيل، فيما من المقرر إطلاق المرحلة الثانية خلال الربع الثالث من عام 2026.

وأوضح مسؤولو الشركة أن المشروع سيوفر في مرحلته الأولى أكثر من 150 فرصة عمل، على أن يرتفع العدد إلى أكثر من 300 فرصة مع تشغيل المرحلة الثانية. وتتميز المنطقة اللوجستية بموقعها الاستراتيجي بالقرب من ميناء السخنة ومدينة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، مما يمنحها قدرة استثنائية على الربط بين مختلف العمليات التجارية والصناعية.

وأشاروا إلى أن هذا المشروع يُعد أول مجمّع لوجستي متكامل في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ويقدم خدمات التخزين بالنظامين الجمركي وغير الجمركي، إضافة إلى حلول رقمية ذكية تشمل نظام رؤية لحظية للشحنات، وإجراءات جمركية ميدانية، ومنصة إلكترونية متكاملة لخدمة العملاء. كما يدعم المشروع قطاعات رئيسية مثل المواد الخام، والتغليف، والمنتجات الزراعية، والإلكترونيات، ومواد البناء، والمنسوجات، والسيارات وقطع الغيار والسيارات الكهربائية.

وعقب فعاليات الافتتاح، تفقد رئيس الوزراء ومرافقوه مستودع "C"، وشاهدوا نموذجًا لمحاكاة عمليات الشحن والتفريغ. وأكد أن ما شاهده في المنطقة الجديدة يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي ودولي للتجارة واللوجستيات، في ضوء جهود الدولة لاستغلال الموقع الاستراتيجي للمنطقة الاقتصادية وتكامل بنيتها التحتية، بما يدعم رؤيتها للتحول إلى مركز عالمي للتجارة والصناعة والخدمات اللوجستية.

من جانبه، قال رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "موانئ دبي العالمية" سلطان أحمد بن سليم إن التزام المجموعة تجاه مصر يتجاوز حدود الميناء إلى بناء منظومة لوجستية مستدامة ومتكاملة تغطي سلسلة العمليات التجارية بأكملها من خطوط الإنتاج حتى وصول المنتجات إلى المستهلك النهائي.

وأضاف أن هدف الشركة هو تحقيق تكامل سلس في سلاسل التوريد لتعزيز تدفق الحركة التجارية، ودعم الصادرات، وخلق فرص عمل جديدة، والمساهمة في دفع عجلة النمو الاقتصادي.

وأشار إلى أن "موانئ دبي العالمية" تواصل منذ عام 2008 ترسيخ حضورها كشريك رئيسي في مسيرة نمو التجارة المصرية، باستثمارات تجاوزت 1.3 مليار دولار لتوسيع الطاقة الاستيعابية لميناء السخنة وتحديثه وربطه بسلاسل الإمداد العالمية، مؤكدًا أن المجموعة تهدف إلى تعزيز مكانة مصر على خريطة التجارة الدولية من خلال منظومة لوجستية متكاملة ومستدامة.

حضر الافتتاح نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير النقل والصناعة، ووزير قطاع الأعمال العام، ومحافظ السويس، وسفير دولة الإمارات لدى مصر، ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ونائب المحافظ، إلى جانب عدد من المسؤولين وممثلي الشركات العالمية والقطاع الخاص.