القاهرة- مباشر: تستعد مصر، ممثلة في الجهاز المركزي للمحاسبات، لتسلم رئاسة المنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الإنتوساي)، خلال انعقاد جمعيتها العمومية في التاسع والعشرين من أكتوبر الجاري بمدينة شرم الشيخ، ضمن فعاليات مؤتمر الإنتوساي الخامس والعشرين، المنعقد تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة نحو 195 جهازًا رقابيًا من مختلف دول العالم.
ويعد هذا الحدث محطة بارزة تعكس الدور المحوري لمصر في دعم منظومة الرقابة والشفافية على المستوى الدولي، وتجسد الثقة الكبيرة التي تحظى بها مؤسستها الرقابية في المحافل العالمية.
وأكد الجهاز المركزي للمحاسبات أن هذا الحدث الدولي يمثل تتويجًا لجهود كبيرة بذلها الجهاز خلال السنوات الماضية، بدعم كامل من القيادة السياسية، لترسيخ مكانة مصر كدولة رائدة في مجالات الحوكمة والمساءلة العامة. وأوضح أن الإنجازات التي تحققت في تطوير منظومة الرقابة المالية وتحديث أدوات المراجعة، شكّلت قاعدة صلبة للانطلاق نحو دور دولي أكثر تأثيرًا.
وأشار الجهاز إلى أنه كثّف خلال الأعوام الأخيرة نشاطه على الساحة الدولية، من خلال تعزيز العلاقات مع الأجهزة النظيرة حول العالم، ونقل وتبادل أفضل الممارسات الرقابية التي تسهم في تطوير الأداء المهني للمراجعين.
وأضاف أن الجهاز عمل على تعظيم الاستفادة من مكانته التاريخية، كأحد أقدم أجهزة الرقابة في العالم، عبر تفعيل التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية، مثل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، ما أتاح له تولي مناصب قيادية داخل أجهزة صنع القرار في هذه المحافل.
وشملت إنجازات الجهاز حصوله على عضوية دائمة في مجلس المراجعين الخارجيين للاتحاد الأفريقي منذ عام 2018، وتوليه رئاسة المجلس لعامي 2022 و2023، فضلًا عن رئاسته تحرير المجلة الأفريقية للرقابة الشاملة، وعضويته الدائمة في المجلس التنفيذي لمنظمة الأفروساي.
كما نجح الجهاز، بعد منافسة دولية قوية، في الفوز بمهام المراجعة الخارجية لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) عام 2024، ومنظمة الأمم المتحدة للسياحة، إلى جانب فوزه مؤخرًا بمنصب المراجع الخارجي لحسابات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لمدة ست سنوات تبدأ في عام 2026.
ويُعد هذا النجاح اعترافًا بكفاءة الجهاز المهنية واعتماده من كبريات المنظمات الدولية، بما يعزز ثقة المجتمع الدولي في دوره الداعم للنزاهة والشفافية عالميًا.
وأكد الجهاز أن استضافة مصر لمؤتمر الإنتوساي الخامس والعشرين تمثل تتويجًا لمسيرة ممتدة من العمل الجاد والتنسيق الدولي، مشيرًا إلى أن رئاسة مصر للمنظمة تمثل مسؤولية كبرى وفرصة تاريخية لتعزيز دور الأجهزة العليا للرقابة في دعم أهداف التنمية المستدامة، وتوسيع استخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي في أعمال المراجعة العامة، وهو أحد المحاور الرئيسة المطروحة في المؤتمر.
واختتم الجهاز بالتأكيد على أن هذا الإنجاز يعكس رؤية واضحة من القيادة السياسية المصرية، وإيمانًا راسخًا بأهمية دور الأجهزة الرقابية في حماية المال العام وترسيخ مبادئ الشفافية والمساءلة، بما يليق بتاريخ مصر ومكانة مؤسساتها العريقة.