الرياض- مباشر: قال ياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة، رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، إنه منذ إنشاء مبادرة مستقبل الاستثمار تم عقد أكثر من 250 مليار دولار صفقة، كما نمت الاستثمارات الأجنبية المتدفقة للسعودية بنسبة 24% خلال 2024.
وأضاف في كلمته خلال افتتاح النسخة التاسعة لمبادرة مستقبل الاستثمار، اليوم الثلاثاء، أنه منذ انعقاد مبادرة مستقبل الاستثمار العام الماضي تغير العالم وطموحات المستثمرين والشركات ارتفعت وفقا للواقع الاقتصادي اليوم والثورة التقنية الحاصلة.
وقال الرميان :" إن المملكة وضعت معيارًا عالميًا جديدًا في التحول الاقتصادي عبر رؤية 2030، التي فتحت آفاقًا واسعة للأجيال القادمة، تسع سنوات مضت على إطلاق الرؤية، والنتائج واضحة في كل مكان: مدن جديدة، وصناعات جديدة، ومنظومات متكاملة، وسلاسل إمداد مبتكرة، وفي العام الماضي فقط.
وأضاف: نما الاستثمار الأجنبي بنسبة 24% ليصل إلى 31.7 مليار دولار أمريكي، ولقد قدّمنا المملكة للعالم، والآن العالم يأتي إلى المملكة، إلى مبادرة مستقبل الاستثمار كل عام، إلى إكسبو 2030، وإلى كأس العالم لكرة القدم 2034.
وأكّد أن مستقبل الاستثمار هي المنصة المثلى كونها تجمع قادة العالم والمستثمرين وصنّاع القرار من مختلف القطاعات، مبينًا أن الناتج المحلي الإجمالي العالمي تجاوز 111 تريليون دولار أمريكي، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 2.8% هذا العام.
وأفاد أن تقرير الأولويات السنوي لمنتدى مستقبل الاستثمار لهذا العام يظهر حجم التناقضات القائمة، ففي حين أن 66% من الناس يشعرون بالإيجابية تجاه حياتهم، إلا أن 37% فقط متفائلون بمستقبل العالم، و69% من الناس يشعرون بالقلق من فقدان وظائفهم بسبب المنافسة الأجنبية، وهذه الفجوة بين الأمل الفردي والشك الجماعي تمثل إنذار.
وأكّد أن الثروة بالمملكة لا تُقاس بالأرقام، بل بازدهار الإنسان، وفي الرياض هذا الأسبوع، تتاح الفرص لإبرام شراكات عابرة للحدود تُحدث أثرًا حقيقيًا، وتجسّد القوة الفعلية للتعاون العالمي، مفيدًا أن مبادرة مستقبل الاستثمار، ستواصل دورها الريادي، وستُختتم هذه النسخة فعالياتها بإعلان يوحّد قادة العالم في سعيٍ مشترك نحو التقدم للجميع.
وأوضح الرميان، أن القوة الرأسمالية التي يمثلها صانعو القرار في هذا الحدث تحمل مسؤولية كبيرة وفرصة أعظم لتشكيل مستقبل الاقتصاد العالمي، مؤكدًا أن على الجميع اغتنام هذه الفرصة والعمل وفق هذه المسؤولية يوميًا.
وأشار إلى أن العالم تغير خلال 12 شهرا الماضية، إذ تواجه طموحات المستثمرين والشركات واقعًا اقتصاديًا متقلبًا بفعل التحولات التقنية السريعة.
وبين أن النماذج التقليدية لم تعد مناسبة، وأن الحكومات والقطاع الخاص يجب أن يتعاونا كشركاء حقيقيين في صياغة نموذج جديد للتعاون العالمي من أجل عصر جديد من الازدهار المشترك.
وأضاف الرميان أن التقنية يمكنها أن تُسهم في سدّ الفجوة إذا كانت في متناول الجميع، ويخشى ثلاثة من كل أربعة أشخاص أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى توسيع الفجوة التعليمية بين المجتمعات التي تمتلك فرص التعليم وتلك التي تفتقر إليها، ولا يمكننا السماح بحدوث ذلك، يجب أن مواجهه أوجه عدم المساواة التي أعاقت التقدم.
وأشار الرميان إلى أن عام 2025، يعيش ما يقرب من 10% من سكان العالم، أي ما يُعادل نحو 808 ملايين شخص، في فقرٍ مدقع، مؤكدًا أن مع كل تحدٍ تولد فرصة لإيجاد حلول تخدم الإنسانية جمعاء.
ونوه بأهمية عمل الحكومات والقطاع الخاص معاً لتسخير رأس المال العالمي في تحقيق الأمن والاستقرار واستحداث الفرص وتعزيز التفاؤل، وعلى الحكومات أن تُكثّف جهودها، نظرًا للاحتياج إلى أسواق مفتوحة لا مقيدة، وإلى تنظيم ذكي لا إفراط في التنظيم.
انطلقت اليوم جلسات النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، تحت شعار "مفتاح الازدهار"، بحضور رؤساء الدول، والوزراء، ومسؤولي صناديق الثروة السيادية، وكبار المسؤولين التنفيذيين، والرواد في مختلف المجالات.